معلومات عن محافظة الرس في منطقة القصيم
محافظة الرس بالانجليزي al rass وهي محافظة سعودية وأحد محافظات منطقة القصيم .. «رس» التأريخ والحضارة.. هذه المحافظة التي تتنفس التفاؤل وتشرق بالأمل والتي تزداد توهجاً وجمالاً يوماً بعد آخر بما تشهده من نهضة عمرانية واسعة ضاهت بها مدناً تزيدها مساحة وسكاناً وهي من المدن المعروفة في نجد وثالث كبريات مدن منطقة القصيم ومن أقدم المواقع التي ورد ذكرها في كتب البلدان القديمة فكانت الرس موجودة قبل البعثة النبوية بأكثر من ثلاثمائة سنة وشهدت طوال عمرها الحافل العديد من الأحداث التاريخية التي كانت شاهدة على عراقة هذه المدينة وشهامة أهلها ومواقفهم البطولية .. وتمتاز على غيرها من المدن بموقعها الهام وهوائها العليل ومائها العذب فهي من أعرق مدن منطقة القصيم وتعتبر حاليا مركزا تجاريا هاما في المنطقة
تبعد محافظة الرس عن مدينة بريدة بمسافة 71 كم و عن وسط بريدة 93 كم بينما تبعد عن محافظة عنيزة بمسافة 56 كم بينما وتبعد عن مدينة المدينة المنورة بمسافة 445 كيلومتر بينما تبعد عن العاصمة الرياض بمسافة 391 كم
عدد سكان محافظة الرس
التعداد السكاني 109٬551 نسمة (حسب آخر إحصاء 2011)
المراكز التابعة للمحافظة
دخنة
الشنانة
الغيدانية
المطية
الخريشاء
الدحلة
الموقع الجغرافي
الرس تقع في الجزء الغربي من القصيم على خط الطول 40 ،43 وخط العرض 57 ،25 تقريباً ويحدها من الشمال جبال ساق ومن الجنوب جبال خزاز ومن الشرق نفود البدائع ومن الغرب جبال أبانات كما يوجد بعض المظاهر الطبيعية التي تحد منطقة الرس حيث تختلف اختلافاً كبيراً عن مدن ومحافظات القصيم حيث وتعتبر منطقة الرس منطقة صخرية وتنتهي في الطرف الشرقي من منطقة الدرع العربي الذي يغطي الجزء الغربي من القصيم وهذا يتكون من صخور بلورية قديمة حيث تكون امدادات المياه الضحلة شحيحة وتختلف منطقة الدرع العربي التي تقع فيها الرس تماماً عن الجزء الشرقي من القصيم حيث يتميز هذا الجزء بأنه يرقد على صخور رسوبية وبخاصة الكلسية منها فيتسرب الماء اليها وتكون طبقة من المياه الباطنية فيمكن حفر الآبار التي تحتوي على أفضل المصادر للمياه الجوفية ما عدا محافظة الرس لذا نجد تكوين شرق القصيم يختلف عن غرب القصيم تماماً بحيث ان الرس تقع في منطقة ذات تكوينات عديدة حيث يوجد بها ثلاثة تكوينات جيولوجية وهو الفاصل بين الصخور الأرية والصخور الجيرية والرملية في المنطقة الرسوبية في الشرق وتتألف الرس من أرض منبسطة ومموجة تموجاً بسيطاً وتقع على ارتفاع يتراوح بين (670 - 710) أمتار فوق سطح البحر وتمتاز بتربة رملية متماسكة وغنية وكثيرة الموارد والانتاج بل ان بعض الحاصلات التي زرعت في المنطقة قدمت انتاجاً أفضل مما كان يتوقع لها
وكما ورد في أطلس المدن السعودية تُقدّر المساحة الإجمالية لمحافظة الرس بالهكتار في عام 1407 هـ (700050) هكتارا، أي مايعادل (70000,500) كيلو متر مربع. وفي الوقت الحاضر وبعد أن توسعت المحافظة بفضل النهضة العمرانية وكثرة الهجرات الوافدة من القرى والهجر المجاورة فبلغت أطوال المحافظة حوالي 12 كيلومتر في 10 كيلو متر (120 كيلومتر مربع).
أما عن بعض الأماكن الطبيعية:
وادي الرمة
يقع وادي الرمة في الجز الشمالي من محافظة الرس ويعتبر هذا الوادي من المناطق الجميلة والمشهورة ويعتبر من أجمل الأودية في الجزيرة العربية وأطولها ويبدأ من المدينة المنورة ويصب في الخليج العربي ويشتهر بجمال الطبيعة الخلابة وخاصة موسم الأمطار.
القشعين
جبلان يقعان بالقرب من محافظة الرس في الجزء الجنوبي منها وعلى بعد (12) كم وهما جبلان يقعان بمحاذاة طريق الجنوب حيث تكثر حولهما المخيمات خلال فصل الربيع وكان أسمهما قديما (الانعمين).
وادي النساء
وادي النساء المشهور منذ أيام الجاهلية ويقع في الجز الجنوبي من الرس حيث توجد فيه الأشجار وهو واد ذو شهرة كبيرة ويرتاده الكثير من سكان أهالي محافظة الرس وخاصة في فصل الربيع.
سبب تسمية الرس
الرس كلمة مألوفة يقصد بها معان كثيرة وهذا ما جعل المفسرين والمؤرخين يختلفون اختلافا واضحاً في ايضاح مدلول الكلمة ومعناها ولعل ورود (الرس) في القرآن الكريم كان سببا في هذا الاختلاف مع أن القرآن الكريم ليس كتاب تاريخ أو تحديد مواضع وإنما كتاب هداية عام
والرس في اللغة البئر القديمة فإذا أطلقت كلمة الرس فإنما يراد بها البئر القديمة، ولهذه البلدة نصيب من أسمها فقد كانت في الزمن القديم مورد القبائل العرب ويؤيد ذلك ما ذكره ياقوت الحموي في معجم البلدان حيث قال: (الرس فتح أوله والتشديد البئر، والرس المعدن، والرس إصلاح ما بين القوم).
قال حسان بن ثابت الأنصاري في إحدى قصائده:
أقمنا على الرس النزوع ثمانيا.. بأرض جرار عريض المبارك
كذلك الرس مثلما قال الفيروز بادي في كتابه القاموس المحيط الرس ابتداء الشيء ومنه رس الحمى ورسيسها والبئر المطوية بالحجارة وبئر كانت لبقية من ثمود كذبوا نبيهم ورسوه في بئر ..والتعرف على أمور القوم وخبرهم يطلق عليه الرس. والرسيس: تعني الشيء الثابت، والفَطِن العاقل من الناس، والخبر الذي لم يصح، وابتداء الحُب يسمى كذلك.
ويطلق اسم غير الرس عليها وهو (الحزم) كما قال شاعرهم في بيت من قصيدة له شعبية
يا أهل الحزم يا نقاله الغالي
اسمعوا رد قيل في مواجيبه
هيه يا ربعنا ماضين الافعالي
حذروا قولة لفلان والخيبه
ولا تزال الرس معروفة باسم الحزم.
تاريخ الرس
يرى المؤرخون بأن الرس والرسيس من أقدم المواضع التي ورد ذكرها في التاريخ حيث كانتا موجودتين أثناء وجود دولة كندة ثم استوطنها بنو أسد حيث كان لهم فيها موارد كما أن المؤكد أيضا أن الرس كانت موجودة قبل البعثة الشريفة بأكثر من ثلاثمائة سنة كما أنها من المواقع التي كانت مقراً لبعض الممالك العربية القديمة.
قال الشيخ إبراهيم بن محمد بن سالم بن ضويان في مذكرته التاريخية ما نصه (الرس ماء لبني منقذ بن أعياء من بني أسد خرب برحيلهم إلى العراق وأول من سكنه آل صقيه من تميم في جلوتهم من أشيقر في حدود المائة التاسعة للهجرة ثم باعوه على آل أبا الحصين) وكان لمحمد بن علي الذي استوطن الرس بعد انتقاله من عنيزة ستة أبناء كان أكبرهم العويصي الذي أصبح رئيس قومه بعد وفاة والده ثم قدم عليهم العديد من القبائل في أوقات متفاوتة فكبرت البلدة وزادت عمارتها وكثرت بيووتها وأنجب العويصي عدى أبناء أكبرهم هديب الذي خلف والده في أمارة الرس وكان قريب عهد ببداوة ولذلك شب محبا للفروسية والغزو عاش على اقتيات رزقة من مجاوريه من القبائل العربية ثم أحب الاستقرار فبنى له قصرا كبيرا ووضع جواره زراعة وبداء يستحصل رزقه منها وبنى سوراً على الرس ومن ضمنه مزرعته وقصره وأسماء حوطة الجو وأعانه أهل الرس في بناء هذا السور الذي يعتبر أول سور نعرفه ولا تزال آثاره واضحة المعالم على الرغم من انتقال الرس من موقعها القديم والتي تبعد عن بعض مواقع هذا السور بحوالي نصف كيلاً والتي تشتمل في الوقت الحاضر على حوطة الرس.
وقد أصبحت بلدة الرس بعد تأسيسها هدفاً للغزاة من القبائل العربية وذلك لتوسطها بين مدن وديار القصيم ولموقعها الاستراتيجي بين تلك المدن وطيب هوائها وعذوبة مائها واعتدال مناخها وكثرة الأراضي الزراعية حولها ولكونها في مكان فسيح مترامي الأطراف غني بالموارد الزراعية لمرور وادي الرمة بالقرب منها
وفي بداية عام 1200هـ تقريبا اهتمت الدولة العثمانية بجزيرة العرب وارسلت عدة حملات وكانت أول حملة أرسلها إلى نجد عام 1230هـ بقيادة طوسون باشا، يقول ابن عيسى (ص 105) (وفيها ـ أي سنة 1230هـ ـ قدم أحمد طوسون بن محمد علي بالعساكر العظيمة ونزل الرس والخبراء، وكان عبد الله بن سعود إذ ذاك في المذنب، فلما علم بذلك رحل من المذنب ونزل بلد عنيزة وأميرها إذ ذاك من جهة عبد الله ابن سعود، نزل الحجناوي وأقام عليه نحو عشرين يوما يصابر عساكر الترك، ويقع بينهم مقاتلات ومجاولات من بعيد، ثم إن الصلح وقع بين أحمد طوسون هو وأحمد بن نابرت وبين عبد الله بن سعود على وضع الحرب وأن عساكر الترك يرفعون أيديهم عن نجد ويرفع عبد الله بن سعود يده عن الحرمين وكل منهم يحج آمنا. وكتبوا بذلك سجلات، فرحل أحمد طوسون ومن معه من العساكر غرة شعبان من هذه السنة) أي سنة 1230هـ
وتولى أمارة الرس منصور بن عساف بن ناصر بن محمد بن على ودام فـي امـارة الـرس سنة واحدة ثم تولى الشيخ قرناس وهو قاضي الرس الإمارة وفي أثناء ذلك حصلت الحرب المشهورة عام 1232 هـ بين أهل الرس وبين إبراهيم باشا الذي خرج بعد تمركزه بالمدينة قاصداً الدرعية للاستيلاء عليها طوع جميع البلدان التي مر بها عدا الرس فقد صمدت في وجهة وأظهرت بسالة فائقة مما جعله يقطع النخيل ويحاصرهم أشهرا عديدة وكان يحيط بالرس سور منيع، ولما كان مخيمه الرئيسي محاذيا للمدينة من الجهة الجنوبية فقد حفر لغما يقارب أثنين كيلاً ويبدأ هذا اللغم من موقع مخيمه وينتهي بمقصورة الرس الجنوبية وملأه بكمية من ملح البارود بقصد نسف السور حيث كان جنود إبراهيم باشا يحفرون النفق في الليل، فسمعت امرأة كبيرة صوت الحفر عندما كانت تطحن القمح بالرحى ليلا فذهبت إلى الشيخ الأمير قرناس وأخبرته بذلك الصوت، فذهب معها واستمع لذلك الصوت وكان يمتاز بالفطنة والذكاء والدهاء فعلم أن هذا الصوت هو صوت حفر تحت الأرض من جنود إبراهيم باشا بهدف نسف السور فابتكر حيلة ناجحة هي أن يتم حفر نفق مقابل لهم ومن ثم قام بفتح نافذة صغيرة تطل على اللغم وأتى بقط وعقد في ذيله فتيلة وأشعل فيها النار ثم أدخل القط بالنفق فاتجه نحو تلك الفتحة الأمر الذي أدى إلى اشتعال البارود والقضاء على الكثير من جنود إبراهيم باشا ويقدر عدد قتلاه في هذه الحرب حوالي ألف وخمسمائة رجل حسبما روي عن الشيخ صالح القرناس أو ستمـائة رجـل حسبمـا ذكـره عثمان بن بشر في كتابه (عنوان المجد) بينما القتلى من الرس ما يقارب سبعين شهيداً قبروهم في مقبرة تقع وسط الرس الحالية وتعرف بمقبرة (الشهداء)
وفي عام1322 هـ حصلت الوقعة المعروفة بوقعة (الشنانة) بين عبد العزيز بن متعب بن رشيد أمير حائل وبين الملك الراحل عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود وبمعيته أهل الرس حيث أقام الأول في بلدة الشنانة واتجه بمدفعه نحو الرس وجعل يطلق عليها نيرانه وفي أثناء إقامته في تلك المنطقة جرى بينه وبين ابن سعود مناوشات ومعارك متقطعة غير أنه كان الخاسر في تلك المعارك، وهناك حروب أخرى أظهر فيها أهل الرس بسالة سجلها التاريخ.
معالم الرس الاثرية
في كل مدينة أو قرية توجد مواقع ومسميات مشهورة داخل محيط تلك المدن وهذه المواقع لها شهرة عند أهلها، وشهرتها تميزت بأنها ذات قصة حصلت حولها أو مثل مشهور أو لها ذكريات عند شباب تلك المدن أو كونها موقعاً حربياً مشهوراً أو غير ذلك، والرس كغيرها من المدن التي توجد فيها أماكن ومواقع مشهورة عند أهلها سوف نورد بعض تلك المواقع
برج الشنانة
أطلال الشنانة
الخندق او نفق إبراهيم باشا
الجريف
حسو المروى (ريق البنات)
بقايا مقصورة سور الرس
مقبرة الشهداء
مملكة كندة
قصر عذلة
مرقب الرس
مساجد الرس القديمة
حتى عام 1380هـ تقريباً وعندما كانت الرس بلدة صغيرة لم يكن يوجد في الرس سوى أربعة مساجد هي:
- المسجد الداخلي القديم
قيل إنه بني في حدود عام 1100هـ بناه أهل الرس للصلاة وكان عمارته من الطين، وتم تجديد بنائه مرة أخرى من قبل تركي بن راشد الدبيان وكان مشهوراً بالبناء. واستمر على حاله من الطين وبعد أن توفي إمامه الشيخ محمد بن إبراهيم الخربوش عام 1397هـ تم تجديد عمارته من الأسمنت المسلح على نفقة ناصر بن علي بن دغيثر -رحمه الله-.
- المسجد الطالعي الجامع
وقد بني في حدود عام 1200هـ بعد وقعة الجلاس، حيث كثر السكان حول البلدة وبنوا بيوتاً كثيرة للسكنى خارج السور الثاني في جنوب البلدة فقام أهل الرس وتعاونوا على بناء هذا المسجد من الطين ليكون هو الجامع الأول، وموقعه جنوب السور، وجنوب بيت ناصر بن عبدالله الرشيد وبيت محمد بن صالح الصائغ في المفرق (مفرق الحماد) واستمر على وضعه حتى تفضلت الحكومة الرشيدة في بداية عام 1385هـ بإعادة بنائه من الإسمنت المسلح.
- مسجد الضويان
وكان يسمى «مسجد الصوير» وبناه أسرة الضويان عام 1337هـ في الجهة الغربية من البلدة ويسمى «المسجد القبلي» وكان يصلي فيه محمد بن إبراهيم الضويان.
- مسجد الرشيد
وبناه محمد بن خالد الرشيد في الجهة الجنوبية من البلدة ويسمى «المسجد الجنوبي» وكان يصلي فيه الشيخ محمد بن ناصر بن خالد الرشيد، ويوجد في المسجد سراج له أوقاف تصرف عليه.
إعداد وكتابة وتحرير
ناصر بن حمد الفهيد
المصادر والمراجع
كتب التاريخ وتحقيقات صحفية متعددة